- لغة:
يقول ابن منظور: سلف: تسلف يسلف سلفا وسلوفاً: تقدم، والسالف:
المتقدم والسلف والسليف والسلفة الجماعة المتقدمون. وقوله عز وجل : (فجعلناهم
سلفا ومثلاً للآخرين...).
وقال الجوهري... وسلف الرجل: آباءه المتقدمون والجمع أسلاف(1).
وقال ابن الأثير: سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح(2).
- اصطلاحاً:
هناك اختلاف حول تحديد المقصود بالسلف، فقد قيل: هم الصحابة فقط، وقيل:
الصحابة والتابعين، وقيل: وتابعوا التابعين(3).
في (فتاوى اللجنة الدائمة): ج2 ص 166 في السعودية قالوا عن السلفية:
نسبة إلى السلف، والسلف هم صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأئمة
الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم).
والرأي الأشهر بين العلماء أنّ السلف يراد بهم الصحابة والتابعين وتابعي
التابعين(4).
•
لماذا السلف
(الصالح)؟
لقد أثبت كثير من المسلمين(5) الصلاح والاستقامة
للسلف، فهل هناك دليل يقودنا لهذا الإثبات؟ وإذا كان أم لم يكن فمن هم السلف
(الصالح)؟!
إن القائلين باستقامتهم ارصدوا مجموعة أدلة ونحن نستعرض أهمها في الأسطر
الآتية:
- الدليل الأول:
إنّ أشهر دليل هو ما رواه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله) : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...).
فهذا الحديث أثبت الخيرية للقرون الثلاثة الأولى.
نقض الدليل:
إن هذا الحديث يعارضه أحاديث أخرى عديدة عن أنس أنّه قال: قال رسول الله
(صلّى الله عليه وآله): (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخر)(6).
وقال (صلى الله عليه وآله): (ليدركنّ المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو
خير) ثلاث مرات(7).
وقد ذهب ابن عبد البر أنّ في آخر أمته من هو خير من بعض من صحبه(.
لاشك أنّ القرن الذي ولدَ فيه النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل القرون
ولكن هذا لا يوجب علينا أن نثبت الاستقامة لكل من صحب النبي، فهناك المنافقون
وهناك من آذى النبي وردّ عليه كلامه، وقد حدثت فجائع في هذا القرن، من حرب
الجمل إلى صفين إلى النهروان وضربت الكعبة بالمنجنيق من قبل يزيد، وقُتِل
الحسين حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحُمِل رأسه إلى الشام...
- الدليل الثاني:
قول الله عزّ وجل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) واحتج بها ابن القيم
على وجوب اتباع السلف(9)
مناقشة الدليل:
إن الخطاب في الآية للأمة كلها. قال ابن كثير: (والصحيح أنّ هذه الآية
عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه)(10).
والآية مقترنة بما بعدها: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
قال عمر: (من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها)( وغدا باذن الله تعالي نكمل باقي الادله) .....ومتنسوش الردود حتي نكمل الادله