شلل الأطفال.. سببه عدوى فيروس ينتقل الي الجسم
شلل الأطفال Poliomyelitis أحد الأمراض الفيروسية التي قد تُصيب الأعصاب بالضرر، ما قد يُؤدي إلى شلل حركة العضلات. وسبب العدوى هو دخول فيروسات بوليو poliovirus إلى الجسم.
وينتقل الفيروس من المريض إلى السليم إما بالملامسة المباشرة، أو عبر ملامسة أشياء التصقت بها الفيروسات تلك نتيجة تلوثها برذاذ الجهاز التنفسي أو البلغم الصادرة عبر الفم أو الأنف، أو تلوثها ببراز المريض.
ويدخل الفيروس إلى جسم المُصاب عبر الفم أو الأنف، ويتكاثر إما في الحلق أو الجهاز الهضمي.
ثم ما تلبث أنسجة الجسم هناك أن تمتصه لينتشر في الجسم عبر الدم والأوعية اللمفاوية، وصولاً إلى مناطق معينة في الجهاز العصبي.
وفترة الكمون، أي من حين دخول الفيروس إلى الجسم وبدء ظهور الأعراض، يُمكن ان تتراوح ما بين 5 إلى 35 يوما. إلا أن الغالب هو أنها تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين.
وترتفع احتمالات خطورة الإصابة بالمرض حال عدم تلقي اللقاح الواقي من مرض شلل الأطفال، أو السفر إلى مناطق تُعاني من انتشار وبائي لشلل الأطفال.
وفي هذه المناطق الموبوءة عادة ما يُصاب الأطفال الصغار والحوامل وكبار السن. وترتفع معدلات الإصابة بالمرض في فصلي الخريف والصيف.
وفي ما بين عام 1840 وعام 1950، كانت تعتبر جميع مناطق العالم موبوءة بفيروس شلل الأطفال.
وبعد نجاح إنتاج لقاح الوقاية من هذا المرض، وانتشار تطعيم الناس به، أمكن دحر الانتشار الوبائي للمرض من مناطق واسعة في العالم. إلا أن ثمة عدة دول آسيوية وأفريقية، لا تزال تمثل بؤراً وبائية للمرض.
وهناك ثلاث حالات مرضية للإصابة بشلل الأطفال وهي
- حالة الإصابة بالفيروس دون ظهور أعراض واضحة على المريض subclinical infection، وفيها يشكو المريض من إجهاد عام بالجسم، وصداع، واحتقان الحلق، وألم الحلق، وحمى خفيفة، وقيء. وهي أعراض عامة، قد تزول خلال يومين أو ثلاث.
- حالة الإصابة بالمرض وظهور أعراض غير الشلل infection nonparalytic. وفيها قد يشكو المريض من ألم في الظهر، وإسهال، وإجهاد عام شديد، وصداع، وتوتر، وألم في عضلات الساق، وحمى متوسطة الارتفاع، وتيبس وألم في العضلات، وألم في الرقبة كلها أو مقدمتها مع تبس حركتها، وطفح جلدي، وقيء. وتستمر الأعراض لمدة أسبوع أو أسبوعين.
- حالة الإصابة بالمرض وظهور الشلل infection paralytic. وفيها يشكو المُصاب من اضطرابات في إحساس الجلد، دون زوال الإحساس فيه، والشعور بانتفاخ في البطن، وصعوبات في التنفس، وصعوبات في بدء إخراج البول، وحمى متواصلة لبضعة أيام، وصداع وتوتر مع اضطرابات في التركيز، وحساسية ضد لمس الغير للجلد، وصعوبات في البلع، وتقلصات وشد في عضلات الرقبة أو الساق أو الظهر، أو ألم في العضلات.
وقد يظهر، وهو الأهم، بدء ضعف العضلات في أحد جانبي الجسم، وقد يتطور إلى حد الشلل.
وتتجه المعالجة نحو السيطرة على الأعراض، والحد من تأثيرات. أي معالجة داعمة لمقاومة التداعيات، وليست مزيلة للمرض.
وبالجملة، فإن في 90% من حالات الإصابة، والتي فيها لا يصل الضرر إلى الحبل الشوكي أو الدماغ، يحصل الشفاء التام من المرض دون أي مضاعفات.
ووسيلة الوقاية الأفضل، إضافة إلى الاحتياطات من انتقال الفيروس نفسه، هي تلقي لقاح شلل الأطفال وهو فعال بنسبة عالية.